(المستقلة)..في ختام المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية (ICN2)  أكد جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “FAO”، اليوم أن الوقت حان لاتخاذ إجراءات جريئة بغية مجابهة التحديات التي تفرضها متطلّبات محو الجوع وضمان التغذية الكافية للجميع. وأضاف غرازيانو دا سيلفا، قائلاً أن “سوء التغذية هو السبب الأول للأمراض في العالم”، وأن “الجوع لو كان مرضاً مُعدياً… لكنُّا قد شفينا منه بالفعل”. وحضر المؤتمر الدولي الثاني للتغذية ممثلين عمّا تجاوز 170 حكومة، بما فيهم أكثر من 100 من الوزراء ونواب والوزراء ممن أكدوا التزامهم بإرساء سياسات وطنية تهدف إلى القضاء على سوء التغذية بجميع أشكالها، وإحداث تحوّل في النظم الغذائية كي تصبح الوجبات المغذية متاحة للجميع. كما حضر أكثر من 2200 مشارك في الاجتماع الدولي، بما في ذلك 150  من ممثلي المجتمع المدني، ونحو 100 من مجتمع الأعمال. وتحدث أمام مؤتمر التغذية الدولي الثاني ضيوف خاصون هم البابا فرانسيس، وملكة إسبانيا، ونادين هيريديا، السيدة الأولى في بيرو، و الملك ليتسي الثالث من ليسوتو، والأميرة هيا بنت الحسين من دولة الإمارات العربية المتحدة. وذكر المدير العام لمنظمة “فاو” أن “أمامنا عقدٌ من التغذية”، مشيراً إلى المعرض التجاري الدولي القادم في ميلانو (Expo Milan) عام 2015، والذي رفع شعار “تغذية الكوكب، طاقة لمدى الحياة”. وأشار غرازيانو دا سيلفا إلى أن الأمن الغذائي والتغذوي سيحتلان موقعاً بارزاً في جدول أعمال التنمية للأمم المتحدة لما بعد عام2015 ، والذي سيحل محل الأهداف الإنمائية للألفية التي تشرف على نهايتها الزمنية بانتهاء العام المقبل. ولاحظ المدير العام لمنظمة “فاو” أن هذا المؤتمر حول التغذية هو “بداية لجهد متجدد”، مضيفاً أنه “سيحصّل إقراراً به لإنجازه في وضع التغذية في مركز الاهتمام العام، مما جعلها قضية عمومية لا خصوصية الطابع”. ومن جانبه، قال الخبير أوليغ تشستنوف، المدير العام المساعد بمنظمة الصحة العالمية للأمراض غير المعدية والصحة العقلية، أن “الالتزامات السياسية التي قطعت في مؤتمر التغذية الدولي الثاني – باعتباره أول من طرح حلولاً من شأنها معالجة سوء التغذية بجميع أشكالها، من الجوع إلى السمنة – إنما تأتي كعلامة تاريخية على الطريق، ونحن نتطلع إلى العمل مع البلدان الأعضاء ومنظمة ‘الفاو‘ للمضي قدماً دون تأخير، من خلال سياسات وإجراءات من شأنها أن تغيّر حياة الملايين”. وطوال المؤتمر الذي دام ثلاثة أيام وعُقد بتنظيم مشترك بين “الفاو” ومنظمة الصحة العالمية، شدد كلا غرازيانو دا سيلفا والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية السيدة مارغريت تشان، على أهمية التعاون بين مختلف القطاعات في الاستجابة لتحديات التغذية خلال القرن 21، في حين أوضحا أن مكافحة سوء التغذية يجب أن تقودها الحكومات الوطنية من خلال التزامات ومعايير ملموسة. وفي غضون المؤتمر الدولي الثاني للتغذية اعتمدت الحكومات إعلان روما بشأن التغذية، جنباً إلى جنب مع إطار العمل الذي يقدم توصيات بعيدة المدى إلى صنّاع السياسات الوطنية لمساندتهم في مكافحة سوء التغذية بحيث يمكن أن توضع النظم الغذائية الصحية والاستدامة البيئية في محور إنتاج الأغذية وتوزيعها، بدءاً من المزرعة ووصولاً إلى المائدة. وتأتي الوثيقتان تتويجاً لنحو عام من المداولات التي شملت تدخلات من أطراف المجتمع المدني والقطاع الخاص. وأقرّ المدير العام لمنظمة “فاو” بدور المجتمع المدني وقطاع الأعمال كحلفاء أساسيين في الحرب على سوء التغذية، لدور كل منهما في مساءلة الحكومات وتسليم المواد الغذائية إلى المستهلكين. صندوق التغذية الجديد وذكر المدير العام للمندوبين، “أننا بحاجة إلى تمويل كاف لكي نتمكن من وضع توصيات إطار العمل الذي تمخض عنه المؤتمر موضع التنفيذ”، مضيفاً أن تلك “ليست مسألة ثانوية”. ولدعم الحكومات في تحويل الالتزامات إلى إجراءات ملموسة، أنشأت منظمة “فاو” صندوق أمانة التغذية، ولسوف يُعنى بتعبئة الموارد للبرامج والمشروعات التي تعزز بيئة التمكين لقطاع التغذية، وبتعزيز النظم الغذائية المستدامة والتجارة الحريصة على التغذية السليمة، إلى جانب زيادة المعلومات حول التغذية، وتحسين سلامة الأغذية والتغذية، وجعل التغذية حلقة في شبكات الأمان الاجتماعي المحسنة. ولضمان المساءلة بعد انتهاء مؤتمر التغذية الدولي، فإن الصندوق سيساعد البلدان أيضاً على بناء آلية قوية لرصد التقدم المحرز بشأن الالتزامات التي قُطعت في مجال التغذية. وتُستضاف اللجنة التوجيهية لصندوق الأمانة الجديد للتغذية، بمقر منظمة “الفاو” وستضم، من بين أعضاء آخرين، ممثلين عن كبار المانحين والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

أكثر...