قبائل مذحج مساكنها وفوارسها

قبائل مذحج القديمة قبيلة حكم قبيلة حارث
علِمـتْ أنـي إليهـا أنتـمـي * جسـدًا شـأن البرايـا . إنمـا

أنصُبُ الأُفـقَ لروحـي سبَبًـا * والمجـرّاتِ لـوعـدي قَـدَمـا

عجَبًـا إن تَعْجَـبـي فاتنـتـي * أوْ تظني بـي غـرورًا أعظمـا

ذاك إرثٌ من بقايا ( مَذْحِـجٍ ) 1 * فأنا يـا بنـتُ أرعـى الذّممـا

أَحْقـنُ التاريـخَ فـي أوردتـي * أَتُرى يا ( سعدُ )2 بِعْتُ الشِّيما؟

أطرقَتْ وافْتَـرّ ثَغـري باسمًـا * قُلْتُ : هل جُزْتُ مسافات الظّما؟

طاب حرفٌ ( زَلّ عن مرشفها ): * أنا من يرقـى إليـكَ السُّلَّمـا

**

نحن الرؤوس على منهاج أولنا * من مذحج من يسوي الرأس بالذنب

نحن أودَ ولأود سنـــــــة * شرف ليس لنا عنه قصار

سنـــــــة أورثناها مذحج * قبل أن ينسب للناس نزار

عنـكم في الأرض إنا مـذحج * ورويداً يفضـح الليـل النهارا
. للشاعر عبدالصمد الحكمي .

قبيلة مذحج التي حق لشاعرنا أن ينتسب إليها شامخاً ويكفيه فخراً وشموخاً أنه ابن العلامة الشيخ محمد بن أحمد الحكمي شقيق العلامة وفلتة زمانه الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمة الله عليهما وإن كان هذا الأخير أمة وحده كما ذكر الأخ الشريف الحسن مكرمي .

اخي العزيز ان قبائل مذحج من اقدم واعرق القبائل وهي قبائل لها صولات وجولات في ساحات المعارك وجاء في كتاب "منال الطالب" لابن الأثير: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل عمرو بن معد يكرب، و كان أنفذه سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه بعد فتح القادسية، فراح عمر يسأله عن قبائل الجيش الفاتح فقال: ما قولك في علة بن جلد؟ قال عمرو: أولئك فوارس أعراضنا ، و شفاء أمراضنا، و أقلنا هرباز قال عمر: فسعد العشيرة؟ قال: أعظمنا خميسا، وأكبرنا رئيسا، وأشدنا شريسا. قال ابن الأثير معلقا: يريد أن سعد العشيرة أكثر مذحج جيشا، وأكبرهم في الرياسة والتقدم ، وأشدهم بأسا و شجاعة. فقد جمعوا بين الكثرة و الرئاسة والشدة. وقعة صفّين عن القعقاع بن الأبرد الطهوي: واللَّه، إنّي لواقف قريباً من عليّ بصفّين يوم وقعة الخميس، وقد التقت مذحج - وكانوا في ميمنة عليّ - وعكّ وجذام ولخم والأشعريّون، وكانوا مستبصرين في قتال عليّ. ولقد - واللَّه - رأيت ذلك اليوم من قتالهم، وسمعت من وقع السيوف على الرؤوس، وخبط الخيول بحوافرها في الأرض وفي القتلى - ما الجبالُ تَهِدّ، ولاالصواعقُ تَصْعَق بأعظم هولاً في الصدور من ذلك الصوت الأشتر فقالوا يوم من أيامك الأول و قد بلغ لواء معاوية حيث ترى فأخذ الأشتر لواءه ثم حمل و هو يقول إني أنا الأشتر معروف الشتر إني أنا الأفعى العراقي الذكرلست من الحي ربيع أو مضر لكنني من مذحج الغر الغرر فضارب القوم حتى ردهم على أعقابهم فرجعت خيل عمرو. و قال النجاشي في ذلك رأيت اللواء لواء العقاب يقحمه الشانئ الأخزركليث العرين خلال العجاج و أقبل في خيله الأبتردعونا لها الكبش كبش العراق و قد خالط العسكر العسكر اما بالنسبة لمساكن مذحج قديما أشهرها مساكن كما ذكرها تاريخ اليمن القديم وكتاب الهمداني وكتاب المخلف السليماني وهي كالتالي

مخلاف حكم
بلاد حكم ، و هي خمسة أيام ، فيه أودية همدان و خولان ، و ملوكه من حكم آل عبدالجد، و فيه مدن مثل الهجر و الخصوف و الساعد و السقيفتين ، و الشرجة ساحله ، و ببلد حكم قرى كثيرة مثل العداية و الركوبة و المخارف) و قال: ( و في بلد حكم قرى كثيرة يقال لها المخارف و صبيا). و قال أيضا يصف أودية حكم : (و بها وادي حرض، و حيران و خولان، و واديا بني عبس، و وادي خلب، و وادي زائرة و وادي شابة و ضمد و جازان و صبيا ). المخلاف السليماني وحد الامير سليمان بن طرف الحكمي مخلاف حكم وعثر فأصبح البلاد التابعه للحكميين أكثر إتساعاً وصلت إلى حلي بن يعقوب حدود مكة المكرمة شمالاً وإلى حدود صعده باليمن جنوباً منطقة نجران و تثليث وما جاورها وأشهر حكامها بنو عبد المدان (بني حارث) كما جاء في كتاب الاخبار مدينة مذحج باليمن مدينة حضرموت مخلاف عنس : هو رأس مخاليف ذمار وساكنيه اليوم بعض قبائل " عنس بن مذحج " ، ويقال إنه منسوب " لعنس بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر ومن توابع مخلاف عنس ( زُبيد ) بضم الأول مع " التصغير " ، وهي من مذحج من ولد زبيد ، وهو " منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك هَكِــر: بفتح الهاء وكسر الكاف وبالراء المهملة ، وهي من البلدان الحميرية المشهورة ، وهي مصنعة قائمة ، في وسطها حقل يحيط به تلال من يمناه وشماله ، وبجانبها قرية الأهجر وهي قرية خاربة من مديرية عنس ، ويقول الشاعر الحميري :-
وما هَكِر من ديار الملوك * بدار هوان ولا الأهجرُ

وهي مدينة " لمالك بن سقار بن مذحج " ، وكذلك حصن باليمن من أعمال ذمار ، وهي قرية أثرية تاريخية ، تقوم على أنقاضها قرية حديثة تحمل الاسم نفسه وترجع إلى مخلاف عنس وأعمال ذمار وهناك نقش بخط المسند على مدخل المسجد يرجع إلى عام ( 281 ميلادية ) ، يذكر الملك " شمر يهرعش " ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات ، ونقش آخر يحمل اسم الملك " ياسر يهنعم " وكلا النقشين يتعلقان بمدينة هَكِر باليمن بين لحج ومرخة والعوالق هم على الارجح خليط من مذحج والأيزون من حمير، ولايزال اسم مذحج يطلق على قبيلة من قبائلهم، وجاء في الاكليل "وآل ذي يزن باليمن بين لحج ومرخة وهم الأيزون (الاكليل ج 2 ص 246) وذكر محقق كتاب الصفة جزيرة العرب عند الحديث عن يشبم أحد أدوية العوالق العليا "هو واد عظيم، يسكنه آل على من الأيزون، أودية في منطقة دثينة ،الدهابل باليمن من بني أود من مذحج ذكرهم الهمداني في الصفة ، وعلق المحقق بقوله "لهم بقية إلى يوم الناس هذا في وادي شرجان من العواذل" (الصفة ص باليمن بين لحج ومرخة قبيلة كبيرة من مذحج . هم بنو جعف بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد ، كانت تسكن غرب حضرموت ، ذكر الهمداني في الصفة عند الحديث عن باليمن بين لحج ومرخة كثيرة لجعف (الصفة ص 199).
- بطن من سعد العشيرة من القحطانية النسبة إليهم جعفي من غير زيادة ولا نقص وهم بنو جعفي بن سعد العشيرة وسعد العشيرة يأتي نسبه عند ذكره في حرف السين المهملة وكان لجعفي من الولد مران وحريم من مذحج التاريخ وأعلام مذحج الذين عاصروا الجاهلية والإسلام الشريف الشاعر والفارس يزيد بن عبد المدان الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقيس بن الحصين الحارثي والشاعر والفارس عمرو بن معد يكرب الزبيدي والفاتح قيس بن مكشوح المرادي وفروة بن مسيك المرادي الذي ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات مذحج . ومحميــة بن جزء الزبيدي له صحبة وهو بدري ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخماس والغنائم يوم بدر . وعمار بن ياسر العنسي وأسرته من أوائل المؤمنين برسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة . ومن أعلام مذحج في الإسلام الربيع بن زياد الحارثي ولي خراسان وفتح بعضها وكانت له منزلة عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وشريك بن الأعور الحارثي وكان فارساً وهو الذي قال لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
فإن تك من أمية في ذراهـــــا * فإني من بني عبـــد المدان
والامير سليمان بن طرف الحكمي والجراح بن عبدالله الحكمي والي خراسان ولما تولي يزيد بن عبدالملك الخلافة سنة 101 هـ ولاه على أرمينيا وأذربيجان فأنصرف إليها بجيش كبير وغزا الخزر و غيرهم وفتح حصن بلنجر وحصونا أخرى ولماتولى هشام بن عبدالملك الخلافة عزلة ثم أعاده عليها فانصرف مرة أخرى للجهاد فغزا الخزر وقتلة فيهم مقتلة عظيمة فجيشوا وعبرو نهر الرس واستشهاده قال عنه الواقدي : ( كان البلاء بمقتل الجراح الحكمي على المسلمين عظيما فبكو عليه كل جنوده ) وأما سعد العشيرة بن مالك فهو يشكل جذماً كبيراً من قبائل مذحج

القائد والفارس والشاعر العربي الكبير وأحد ابطال الاسلام وقبيلة مذحج عمرو بن معدي كرب
-هو عمرو بن معدي كرب بن عبدالله بن عمرو بن عاصم بن عمرو بن زبيد الأصغر وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن زبيد الأكبر بن الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وزبيد من قبائل مذحج .
-كان عمرو بن معدي كرب فارس العرب مشهوراً بالشجاعة وشاعراً محسناً ومن حسن شعره :
إذا لم تستطع شيئاً فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع
له ديوان شعر مطبوع صادر عن وزارة الثقافة والإعلام العراقية .
اشتهر عمرو بالفروسية ، وترأس القبيلة بعد أخيه عبدالله. وكان سادس ستة من وجوه وشخصيات قبائل العرب بعث إليهم النعمان بن المندر للقدوم إليه ومقابلة كسرى .
-وقد تحدث عمرو إلى كسرى قائلاً : ( إنما المرء بأصغريه ، قلبه ولسانه ، فبلاغ المنطق الصواب ، وملاك النجبة الارتياد ، وعفو الرأي خير من استكراه الفكرة ،وتوقف الخبرة خير من اعتساف الحيرة ، فاجتذب طاعتنا بلفظك ، واكتظم بادرتنا بحلمك ، وألن كنفك يسلُس لك قيادنا ، فإنا أناس لم يوقس صفاتنا قراع مناقير من أراد لنا قضماً ، ولكن منعنا حمانا من كل من رام لنا هضماً (2). وكان قد قاد جيشاً من قبائل حكم وزبيد ومراد وبني الحارث بن كعب المذحجية ومعهم فرسان قبائل خثعم وثماله ودوس وخولان صعدة في حربها ضد قبائل نجد وتميم بعد أن أجهزة على فرقة من قيس بن غيلان وأسرة عبد يغوث الحارثي وكان من وجوه بني الحارث وقد أرسل إلى عشائره مستغيثاً بقصيدته النونية و فيها:
فيا راكباً إما عرضت فبلغن * ندا ماي من نجران ألا تلاقينا
أبا كرب وألا يهمين كليهما * وقيساً بأعلى حضرموت اليمانيا

فاجتمعت القبائل بقيادة عمرو وانتصرت على تميم وبعض قبائل الحجاز في موقعة ( يوم فيف الريح ) وقد أنشد عمرو قصيدة مطلعها يقول:
ديار أقفرت من أم سلمى * بها دعس المعزًّب والمراح
ومن أهم أبياتها:
وكم من فتية أبنا بحرب * على جرد صوامر كالقداح
- وقد كان له سيف يسمى الصمصامة ، وقد كان من رؤساء القبائل اليمنية الثائرة ضد باذان عامل كسرى في صنعاء التي تجمعت جيوشهم في منطقة وادي مذاب في الجوف.
- وكان عمرو في آخر أيام الجاهلية وقبل إسلامه قد استعاد ذكريات وأحداث أيام الجاهلية السابقة بقصيدته المشهورة التي مطلعها:
ليس الجمال بمئزر * فاعلم وإن رديت بردا
إن الجمال معادن * ومناقب أورثن مجداً
- وتذكر المصادر أنه قد اسلم في السنة التاسعة أو العاشرة للهجرة (3). في اليمن قبل أن يفد على النبي إلى المدينة بزمن غير قصير. وقد روي عنه أنه قال : (( أسلمت باليمن ثم عزوت ، فشغلت عن حفظ القرآن )) (4).
- وقد كان أشتهر في يوم اليرموك حيث بارز فارسين من علوج الروم فقتلهما تباعاً وأجهزت القوة على الرومان ففروا منهزمين. وقد سار عمرو مع كل من القادة أبي عبيدة بن الجراح ، وخالد بن الوليد.
-وقد اختلف المؤرخون في وفاته فقد ذكر بعض المؤرخين أنه توفي أيام خلافة – عثمان بن عفان (5). ويرجح هشام الطعان وفاته شهيداً في معركة نهاوند ودفنه هناك (6).

عمرو بن معد يكرب الزبيدي في قوله داعياً إلى تجمع بطون مذحج لمواجهة بني مَعَدّ بن عدنان:

وأَودٌ ناصري وبنو زُبَيدٍ * ومَن بالخيفِ مِن حَكمِ بنِ سَعدِ

لعَمرُكَ لو تجرّدُ مِن مُرادٍ * عرانينٌ عَلى دُهمٍ وجُردِ

ومِن عنسٍ مُغامِرةٌ طحُونٌ * مُدرّبةٌ ومِن عُلةَ بنِ جَلدِ

ومِن سعدٍ كتائِبُ مُعلِماتٌ * على ما كانَ من قربٍ وبُعدِ

ومِن جنبٍ مُجنّبةٌ ضروبٌ * لهامِ القومِ بالأبطالِ تُردي

وتُجمع مذحِجٌ فيرئّسُوني * لأَبرأتُ المناهِلَ من معد

أنظر ( شعر عمر بن معدي كرب ص 78 - 79 ) والأسماء المذكورة في الأبيات بطون من مذحج .

منقوول