السلام عليكم

قبيلة زعب من السادة الاشراف وليست من قبيلة سليم
هذا ما ثبت بالبحث العلمي والمصادر التاريخية
جريدة الرياض نشرت هذا التحقيق الذي يثبت نسب قبيلة زعب الى الاشراف ويدحض المغالطات حول نسبها الى قبيلة سليم القيسية. بعدما كانت الجريدة نشرت مغالطات في هذا السياق كاد يعرضها الى مقاضاة

اليكم البيان الذي عمم الى وسائل الاعلام والذي يثبت صحة نسب قبيلة زعب الى الاشراف :
دحض الأرب في التعدي على نسب آل الزعبي الجيلاني إلى أشراف العرب

نعم ، لا صلة لقبيلة "زِغـْب" القيسية بالشيخ عبد القادر الجيلاني
طالعنا الدكتور عمر بن شريف السلمي- وهو أستاذٌ حديث العهد في الفقه وليس في الأنساب - في عدد جريدة الرياض رقم ( 14424) المنشور يوم 12 ذي الحجة 1428هـ الموافق 21 ديسمبر 2007م (ص18 تاريخ وحضارة ) بمقالته المعنونة بـ ( لا صلة لقبيلة زعب القيسية بالشيخ عبد القادر الجيلاني ) ، وقد قرأت هذه المقالة وخرجت بملاحظات لا بد من التنويه والإشارة إليها للكشف عن الحقيقة وإظهار الحق بعون الله.

المحور الأول:

تفنيد المصادر والمراجع التي اعتمد عليها د. عمر السلمي في مقالته:

لقد استشهد كاتبنا بهشام بن محمد بن السائب الكلبي صاحب كتاب جمهرة النسب ص 399.
يقول ابن حجر العسقلاني في مؤلفه تقريب التهذيب – إصدار دار الرشيد سوريا ج 1 , ص 479- عن أبي هشام محمد بن السائب أبي النضر الكوفي النسابة المفسر: إنه متهم بالكذب ورمي بالرفض. أما ابنه هشام الذي استأنس الكاتب عمر السلمي به فيقول عنه ابن حجر في مؤلفه لسان الميزان الجزء (6) ص (196) ناقلاً عن ابن عساكر: إن هشاماً هذا رافضيّ وليس بثقة .
وصفوة القول: إن محمداً بن السائب الكلبي وابنه هشاماً هما واضعان متهمان بالرفض والتشيع وتلفيق الروايات التاريخية.

أما القول في شأن جمال الدين أحمد بن علي الشيعي المعروف بابن عنبة المتوفى 828 هجرية, في مدينة كرمان في إيران ، وقد جعل الكاتب كلامه كتاباً منزلاً والعياذ بالله فيما خصّ التطاول على نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني ، فهو شبيهٌ لما قاله نبيل الكرخي الصفوي الذي يقدس كتابات ابن عنبة ويعتبرها مرجعاً للطعن بأنساب آل البيت من السنة ، وللعلم فقط لم يثبت النسابون نسب أحد أجداد ابن عنبة الصّفوي المدعو عبد الله بن محمد الداوودي ، على نحو ما جاء في كتاب الأصيلي في أنساب الطالبين للمؤرخ النسابة صفي الدين محمد بن الطقطقي المتوفى سنة 709 هجرية- وابن الطقطقي نسابة جليل ونقيب وابن نقيب الحائر (كربلاء).
وأما كتاب عمدة الطالب في أنساب أبي طالب لابن عنبة الذي يعتمد عليه كاتب المقال وكل المشككين في النسب الشريف من غلاة الشيعة وغيرهم, فقد عني بتصحيحه محمد صادق آل بحر العلوم في الطبعة الأولى التي ظهرت في النجف أما الطبعة الثانية من الكتاب فعـُني بتصحيحها محمد حسن الطالقاني في النجف أيضاً، فبالتالي أي مصدر موثوق هذا الذي يعتمد عليه الدكتور عمر السلمي؟؟!!

أما القول بشأن أبي علي هارون بن زكريا, فهذا الكاتب لم يستشهد به الكاتب عمر السلمي مباشرة وإنما زجّ باسمه فقط في مقالته للتعمية على القارئ وإشعاره أنه يعتمد على رواة ثقات، ولكنه في حقيقة الأمر يعتمد على الباحث المعاصر حمد الجاسر مواليد 1910 ميلادي 1327 هجرية، والحديث طبعاً عن الشيخ عبد القادرالجيلاني يعود بنا إلى عام ولادته 471هجرية. .

الرشاطي عبد الله بن علي اللخمي الذي عاش هناك بعيداً في الأندلس وهومولودٌ عام 466 هجري، وليس كما ذكر الكاتب عمر السلمي في مقالته المغلوطة أنه توفي عام 245 هجري !!.، فالرشاطي عاش في الأندلس وكان بعيداً كل البعد عن المشرق العربي وعن الجزيرة العربية فكيف له أن يتحرى أنساب قبائلها ، بالتالي ليس من الممكن اعتماد كتاباته كمصدر ومرجع موثوق.
ولا بد من التنويه إلى أن كاتب المقال يدعي النقل عن الرشاطي من مؤلفه "اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار"، دون أن يذكر أبداً في أي صفحة من المؤلف ورد ذكر قبيلة زعب ؟!! مما يؤكد أن الأمرفقط لذرّ الرماد في العيون وكأن الأمر سينطلي على قرّاء المقال.؟؟
وكذلك ذكر كتاباً آخر للرشاطي بعنوان" الإعلام بما في كتاب المختلف والمؤتلف للدار قطني من الأوهام", ما علاقة هذا الكتاب بقضية نسب قبيلة زعب ؟؟!! هل هو الأسلوب ذاته لخلط الأوراق واستصغار العقول ؟؟

وقد خطـّأ كاتبنا الباحثَ محمد سليمان الطيب قائلا :ً
" ومن الأخطاء الفادحة التي وقع فيها الباحث محمد بن سليمان الطيب ، ودوّن ذلك في موسوعة القبائل العربية، نسبته بني خالد القبيلة العامرية إلى ذرية خالد بن الوليد دون برهانٍ قاطع علماً أن نسابة قريش الزبيري بين انقطاع ذرية خالد بن الوليد ".
هذا القول غير دقيق ولم يجزم به أحدٌ حتى الآن وهو موضع خلاف ، وإن كان لدى الكاتب البرهان القاطع على ذلك فعليه أن يورده ، لا أن يستخدم هذا الحديث مطية للولوج من خلالها إلى الموضوع الأساس الذي طرحه دون وجود رابطٍ منطقي بين الأمرين اللهمّ إلا تكذيب الباحث الطيب فيما ذهب إليه وإظهاره أمام الناس أنه غير حجة ولا يعتدّ برأيه.
وأما بخصوص ما جاء على لسان القلقشندي من قبل الكاتب عمر السلمي حول نسب زغب من بني سليم, فلنفترض جدلاً أن القلقشندي قد أخطأ في تسمية بهثة وذكرها بهته ، فما هو الباب الذي جعله الكاتب أولى حتى يجعله مخطئاً أيضاً في تسمية زغب من بني سليم بدلاً من زعب؟ أيّ علميةٍ في طرح كاتبٍ يفترض أنه يحمل لقب الدكتوراه ، هل هي الأماني ؟!!.


لقد حاول الكاتب أن يوهم القراء أنه يصدر فيما ذهب إليه عن مراجع أصلية كالإشبيلي عبد الحق الأزدي وأبي علي هارون بن زكريا، بينما هو في حقيقة الأمر يأخذ كل ما قاله عن الكاتب حمد الجاسر المعاصر . !!
ولم يثبت الكاتب على الإطلاق المصادر والمراجع التي اتكأ عليها بصورة ٍ علمية توحي للقارئ أن الكاتب يسوقه إلى حقيقة الأمر ، فأين الإحالات الواضحة والصريحة إلى أرقام المجلدات والصفحات وحتى الناشر الموثوق الذي استند إليه الكاتب فيما ذهب إليه .
وقد كرر الاستناد على الكاتب حمد الجاسر المعاصر عند ذكره إسماعيل بن إبراهيم الكناني موهماً القارىء مرة أخرى أنه يعتمد على مصادر قديمة ومراجع عريقة !!


وحتى عندما استشهد بابن الأثير في مؤلفه الكامل لم يذكر اسم الكتاب كاملاً وهو (الكامل في التاريخ)، ولم يحدّد في أي جزء ولا في أي صفحة ورد ذكر نسب قبيلة زعب ، ومما يدلّ على استشهاده الخاطئ به أن ابن الأثيرنفسه يذكر في الجزء الثالث من كتابه الكامل في التاريخ بني زغب بالغين وليس بالعين تحت عنوان ذكر دخول العرب إلى إفريقيا, حيث يقول " وكانت عرب زغب قد ملكت مدينة طرابلس ..."

إنه لمن الملفت للنظر أن الدكتورعمر السلمي يذكر العديد من أسماء المؤلفين ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني وابن الأثير وغيرهم
لكن دون تحديد اسم الموسوعة أو المعجم أو حتى المجلة ولا يذكر لا الفصل ولا الصفحة، مع أن هذا أمر طبيعي بالنسبة للأبحاث التي تدعي العلمية والموضوعية ، فكيف لبحث أن يكون علمياً وهو يعتمد بالأساس على مؤلفين معاصرين معظمهم من الرافضة والمتشيعين ، إذْ من المعروف للقاصي والداني نواياهم في رفض أهل السنة من آل البيت خاصة .
ومن المؤسف حقاً أن ينساق كاتبنا د عمر السلمي الذي يحمل لقب الدكتوراه بالفقه الإسلامي وراء مؤلفين مغرضين من أجل إثبات تهمة حاول المنشقون على هذه الأمة إلصاقها بالشيخ عبد القادر الجيلاني منذ زمن بعيد دون جدوى ولله الحمد.

ظاهرة تكذيب المؤرخين الثقات عمالقة علم الاجتماع والأنساب


طبعاً لست مضطراً لتكذيب علماء الأنساب وجعلهم واهمين فيما ذهبوا إليه من حجج عند تدوين الأنساب ، وذلك أنني مهما ادعيت العلم فلن أبلغ مبلغ أحدهم لأنهم هم أهل الزمان الذين عاشوه بأنفسهم وما رأوه هم بأعينهم لا نستطيع أن نراه نحن بأمانينا ، فهم كبار العلماء من مؤرخين ونسابين وعلماء حديث وكلهم ثقاتٌ لا يستطيع أحدٌ الطعن بمصداقيتهم إلا بالحجة البالغة التي تنسف كل ما نقلوه وليس فقط في مجال الأنساب ، فأنا معهم فيما قالوا حتى لا يقول لي أحدهم ما قاله المتنبي :
وليس بأول ذي همة *** دعته لما ليس بالنائل
يشمّر للج عن ساقه *** ويغمره الموج في الساحل
فمن يحاول أن يضع نفسه في الميزان مع هؤلاء الأعلام العمالقة الذين نقلوا لنا علوم الدين والحديث وسير الأعلام محاولاً أن يناقش ما نصوا عليه صراحة إنما يحاول أن ينطح صخرة لإضعافها:
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها *** فلمْ يضرْها وأوهى قرنه الوعلُ

ثم إن تكذيب علماء الأنساب المشاهير أمثال " ابن حزم ، والقلقشندي ، وابن خلدون ، وابن سعد ، والسمعاني ، والدار قطني " بحجج واهية لا تمتّ إلى البحث العلمي ولا إلى العقل والمنطق بصلة يمكن أن يجعل جميع ما نقله هؤلاء النسابون والمؤرخون في مهب الريح ، وبالتالي لا يستطيع المرء أن يتعامل مع موضوع النسب العربي والتاريخ الإسلامي والعربي بالجملة دون تشكيكٍ في صحته ، لأن هؤلاء العلماء الذين نقلوا لنا هذا التراث صار مطعوناً بمصداقيتهم بسبب وهمهم كما يرى الكاتب ، وطبعاً عندما يدخل العلماء المحدثون في فرضية التشكيك بصحة ما نقله العلماء الأوائل ينتفي السبب الذي من أجله بحثنا فيه عن الأنساب لأن النسابين القدماء واهمون بنظر بعض الكتاب المحدثين.

دحض الأرب في التعدي على نسب آل الزعبي الجيلاني إلى أشراف العرب



المحور الثاني:

الباب الأول:


حول فكرة رفض انتساب الشيخ عبد القادر الجيلاني منذ القرن التاسع التي تحدث عنها الكاتب ، هل يستطيع الكاتب أن يفصّل لنا من رفض هذه الفكرة وعلام استند في رفضها ، وأي مقارنة هذه التي يحاول الكاتب أن يعقدها بين رجلٍ صالحٍ مشهودٍ له بالصلاح وبين الزنادقة والمرتدين والمبتدعة ، أي مقارنة يحاول أن يعقدها بين صاحب الزنج وقداح اليهودي وبين الشيخ الحنبلي عبد القادر.
أقول : إن الشيخ عبد القادر تتلمذ على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وقد نقل عنه من بعده إمامٌ حنبليّ آخر هو شيخ الإسلام ابن تيمية ، الذي نقل عن كتاب " غنية الطالبين " فامتدح ما استحسنه وأشار إلى الأشياء التي لم ترقه ، إلا أن شيخ الإسلام لم يشرْ أبداً إلى أصلٍ فارسي للرجل ، هذا مع العلم أن شيخ الإسلام كان من أوائل العلماء الذين كتبوا وفصلوا واستفاضوا في الحديث عن الملل والنحل ، وكان من أوائل العلماء الذين حاربوا أهل البدعة والضلالة الذين تحدّث عنهم الكاتب ، فهل عجز عن محاربة البدعة التي جاء بها أحد أئمة الحنابلة المتقدمين وأولاده من بعده.
أين المنهج العلمي الذي سلكه الكاتب عندما نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني إلى الفرس ونزع عنه عروبته ونسبته إلى آل البيت الأطهار؟؟
وهلا أحضر لنا الكاتب مصدراً فارسيا ًمعتمداً ومثبتاً ومصادقاً عليه يثبت صحة ادعائه الواهي حول نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني إلى الفرس ؟؟!!، أو أبرز لنا مخطوطة أو وثيقة فارسية تنسبه إلى جدّ فارسي , لكن هيهات أن يحدث ذلك !!، بل ذهب الكاتب إلى أن الانتساب إلى ذرية علي بن أبي طالب أصبح موضة ، وبما أنه كذلك فلا صلة للشيخ عبد القادر الجيلاني بهذا النسل الكريم ، أو ربما لا وجود لذرية علي بن أبي طالب على وجه الخليقة؟!!!
لقد جعل كاتبنا الشيخ عبد القادر الجيلاني فارسياً دون أن يبرز الوثائق والمخطوطات التي استند عليها في ذلك ، وذهب إلى أن مجرد ولادته في جيلان بلاد ما وراء طبرستان تثبت أنه فارسي ، ولعله نسي أو تناسى أن الفتوحات العربية و الإسلامية وصلت إلى الصين شرقاً( ما وراء طبرستان بآلاف الكيلومترات ) وإلى الأندلس غرباً ، وأن أعقاب الفاتح الشهير عبد الرحمن الداخل القرشي- وليس السلمي -(صقر قريش ) حكموا الأندلس خمسمائة عام ، فهل يتخذ كاتبنا ذلك مبرراً لجعلهم إسبانيين ؟ أعتقد أن الأمر لو توافق مع العصبية القبلية التي يتغنى بها كاتب المقال لفعله .
وأين يذهب الكاتب بهؤلاء العلماء العرب الذين ولدوا في بلاد ما وراء طبرستان التي يتحدّث عنها ، وإلى من ينسبهم يا ترى؟، ثم إن ابن تيمية شيخ الإسلام مولودٌ في حران ( سفوح الأناضول ) وهذه المنطقة كانت حتى زمنٍ قريبٍ خاضعةً للنفوذ التركي ، فهل من الممكن أن يأتينا أحد الكتاب في الزمن القريب مثلاً فيقول : إن ابن تيمية أصله تركي لمجرد ولادته هناك ، أعتقد أن ذلك سيكون أحد العجائب في عصرنا هذا!!

بل كيف يجعل الرجل فارسياً بناء على لقبٍ عـُرف به الإمام أبو صالح موسى (جنكي دوست) أو أطلقه عليه بعض الناس من الأعاجم تقديراً لعلمه وهو ليس اسماً كما يدّعى كاتبنا ؟؟!! ، وهل يبرر ذلك نزع صفة العروبة عنه رحمه الله.
فلو فرضنا أن الإمام أحمد بن حنبل مثلاً الذي تتلمذ شيخنا على مذهبه ، اضطر أثناء تخفيه بين الناس في بغداد إلى استخدام لقبٍ فارسيّ ، فهل يبرر ذلك نزع صفة العروبة عنه أيضاً ، كلّ ذلك عائدٌ إلى تقدير الكاتب ومنهجه العلمي الرصين.
لو كان - كما ذكر كاتبنا عمر السلمي في مقالته العصماء- الشيخ عبد القادر الجيلاني فارسياً, فلماذا إذن قام الشاه إسماعيل الفارسي الصفوي مؤسس الدولة الفارسية الصفوية عند احتلال بغداد عام 1508 ميلادي بنبش قبر أبي حنيفة النعمان وقبر الشيخ عبد القادر الجيلاني معاً ونكّل برفاتهما؟؟؟!!!!. ..
فما لكم كيف تحكمون ، أم لكم الحجة البالغة فامنحونا إيّاها حتى نسير معكم فيما ذهبتم إليه ، ولا نقول إلا : حسبنا الله ونعم الوكيل وهو الرحمن المستعان على ما تصفون .


وباستطاعة الكاتب بدل أن يطلب تدوين اسم الشيخ في نقابات الأشراف في العراق والحجاز ، أن يسأل الأشراف هناك عن صحة نسب الشيخ ، وكذلك بإمكانه الذهاب إلى الأستانة والتحري بنفسه من خلال الوثائق النادرة والمخطوطات التي يتحدث عنها ، لا أن ينسب ذرية الشيخ عبد القادر الجيلاني إلى فارس في الوقت الذي كانت فيه هذه الذرية صاحبة حظوةٍ كبيرة لدى السلطنة العثمانية وكانت تصدر صكوك التكليف بنقابة الأشراف في بلاد الشام لهم من قبل الدولة العثمانية ، وربما يعلم كاتبنا أنه كان هناك صراعُ نفوذ بين العثمانيين والصفويين ، وأنه لا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يكلف السلاطين العثمانيون آل الزعبي بنقابة الأشراف في طرابلس مثلاً مع علمهم المسبـّق بنسبهم الفارسي والعياذ بالله.
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ


وفيما يلي أورد بعض المصادر التي تؤكد النسب الشريف للشيخ الباز الأشهب عبد القادر الجيلاني رحمه الله:


1- علامة العصر ابن حجر العسقلاني (ت 852 هجرية) في " غبطة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر".
2- سبط ابن الجوزي يوسف بن قز أوغلي( ت654 هجرية) في "مرآة الزمان في تاريخ الأعيان"
3- نور الدين بن أبي الحسن علي بن يوسف اللخمي ( ت 713 هجرية) في" بهجة الأسرار ومعدن الأنوار في مناقب السادات الأخيار من المشايخ الأبرار"
4- الإمام شمس الدين السخاوي (ت 902 هجرية) في "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع".
5- الإمام قطب الدين موسى (ت 726 هجرية) في "الشرف الباهر".
6- إمام العصر ابن طولون (ت 953 هجرية) في "مفاكهة الخلان في حوادث الزمان".
7- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت764 هجرية) في "الوافي بالوفيات"
8-عبد الله بن أسعد اليافعي (ت768 هجرية) في "أسنى المفاخر في مناقب الشيخ عبد القادر "
9- زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين أحمد البغدادي الشهير بابن رجب (ت 795 هجرية) في "الذيل على طبقات الحنابلة"
10- عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الشافعي ابن الملقن (ت 804 هجرية) في " طبقاته ".
11- مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزأبادي (ت 817 هجرية) في "روضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر ".
12- نور الدين الجامي (ت898 هجرية) في "نفحات الأنس".
13- عمر بن مظفر ابن الوردي الشافعي في " تتمة المختصر في أخبار البشر".
14- كمال الدين بن عبد الرازق الشيباني ابن الفوطي (ت 723 هجرية) في" تلخيص معجم الألقاب ".
15- محمد بن شاكر الكتبي (ت764 هجرية) في " فوات الوفيات "
16- محمد بن يحيى التادفي الحنبلي (ت963 هجرية) في "قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر".
17- محمد الغزي مفتي الشافعية في دمشق في "الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة".
18- القاضي رضي الدين بن محمد الحنبلي في " در الحبب في تاريخ أعيان حلب ".
19-العلامة الملا علي بن السلطان محمد القاري (ت 1014 هجرية" في "نزهة الخاطر الفاتر في ترجمة الشيخ عبد القادر ".
20- عبد الحق الدهلولي (ت 1051 هجرية) في "زبدة الأسرار في مناقب غوث الأبرار".
21-أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر بن علي المغربي الفاسي المالكي (ت1096 هجرية) في "جوهرة العقول في ذكر آل الرسول".
22-عبد الملك العصامي (ت 1111 هجرية) في " سمط النجوم العوالي ".
23- محمد المسناوي الدلائي (ت1136 هجرية) في "نتيجة التوثيق في أهل النسب الوثيق".
24-محمد المكي ابن الخانقاه ابن السيد الحمصي في "تاريخ حمص".
25- أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الأندلسي الغرناطي (من علماء القرن الثاني عشر ) في"مختصر البيان في نسب آل عدنان".
26- محمد بن أحمد الفاسي (ت 1179 هجرية) في"المورد الهني بأخبار مولاي عبد السلام بن الطيب القادري الحسني".
27- محمد التهامي ابن أحمد بن رحمون العلمي في" شذور الذهب في خير من نسب ".
28- علامة الدنيا اللغوي النسابة الفقيه محمد مرتضى الزبيدي في تعليقاته على بحر الأنساب.
29-العلامة الشريف خليل المرادي الحسيني نقيب أشراف دمشق في "سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر"
30- سليمان الحوات (ت 1231 هجرية) في" السر الظاهر فيمن أحرز بفاس الشرف الباهر من أعقاب الشيخ عبد القادر "
31- محمد الطالب ابن حمدون بن الحاج (ت 1274 هجرية) في "الإشراف على من بفاس من مشاهير الأشراف".
32- العلامة عبد الرزاق البيطار في "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر".
33- العلامة سيد مؤمن الشبلنجي (من أهل القرن الثالث عشر) في "نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار".
34- العلامة الشريف شهاب الدين محمود الآلوسي (ت1270 هجرية) في "الطراز المذهب " و"غرائب الاغتراب".
35- الشريف أبو الهدى الصيادي نقيب حلب في "الروض البسام".
36- الشريف محمد أديب تقي الدين الحصني نقيب دمشق في "منتخبات التواريخ".
37- محمد حسن خان القنوجي (ت 1307 هجرية) في " التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول".
38- العلامة محمد راغب الطباخ مسند حلب ومؤرخها في "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء".
39- العلامة الشريف محمد الراوي في "تاريخ الأسر العلمية في بغداد".
40- عبد الواحد بن محمد الفاسي (ت 1313 هجرية) في "إغاثة اللهفان وسلوة الهم والأحزان بالقادريين عظام الشان".
41- محمد المكي بن عزوز التونسي (ت 1334 هجرية) في "السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني".
42- الشيخ إبراهيم السامرائي في "الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس الله سره".
43-الشريف أحمد الشيباني الإدريسي في "مصابيح البشرية في أبناء خير البرية"
44- الدكتور محمد درنيقة في "الشيخ عبد القادر الجيلاني وأعلام القادرية".
45-الشريف الدكتور كمال الحوت في "جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية".
46- الحافظ شمس الدين الذهبي في تاريخه الكبير "الجامع للأعيان"
47- نور الدين الشطنوبي في بهجته.
48- مساعد بن منصور آل عبدالله بن سرور في "جداول أمراء مكة وحكامها ".

وهذا غيض من فيض..

لذلك نترك عملية البحث العلمي للدكتور عمر السلمي لتقصي فصول وصفحات هذه المؤلفات ، علـّه يأتينا بتكذيبٍ صريحٍ لهذه المصادر والمراجع .


الباب الثاني:

أورد صاحب المقال أن قبائل كثيرة في بلاد الشام والعراق تدّعي الانتساب إلى آل البيت وهم في الحقيقة برأيه من العجم ، فلو كان هذا الكلام دقيقاً لوجدنا على أقل تقدير أن نصف سكان هذين الإقليمين ينتسبون بشكلٍ أو بآخر إلى فارس ، وإذا ما أضفنا إلى هؤلاء ثمانية ملايين كردي موجودين تقريباً في هذين الإقليمين ، هذا فضلاً عن الأعراق الأخرى الموجودة من الترك والروم والأرمن والشركس ، فأين يكون العرب إذن من هذه التركيبة ، أعتقد أن هذين الإقليمين سيصبحان أعجميين بحكم الديموغرافيا .

أما حديث الكاتب عن بيع المشجرات والوثائق الذي يكثر في بلاد الشام والعراق ، فهذا كلام مردود على صاحبه ، ولا يعقل أن يعمم الكاتب ظاهرة معينة على منطقة جغرافية مترامية الأطراف في بحث يدّعي فيه أنه علمي دون ذكر مصدر معلوماته بالوثائق الواضحة والبينة الثاقبة، وهوية أولائك الباعة على حد تعبيره .
وللعلم فقط أقول لك : إن الشيخ فارس الأحمد الفارس الزعبي الذي بحوزته المشجرة الأصلية لآل الزعبي ( مصدقة من الدولة العثمانية العلية ) موجودٌ الآن في قرية دير البخت من أعمال حوران ( محافظة درعا )، وجدّه الشيخ فارس الزعبي هذا من أكبر رجالات حوران ومن أشرافها الأجلاّء.

الباب الثالث :

وآل الزعبي في بلاد الشام من طرابلس إلى حمص إلى سهل حوران إلى مرج ابن عامر كلهم يعرفون أنهم منسوبون إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عن طريق الشيخ عبد القادر الجيلاني قدّس سره، وقد توفي الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد سنة (561هـ) وله حفيدٌ مدفونٌ على باب دمشق القديمة الجنوبي (حي الصحابة) ومعروفٌ بلقب البرغلي الزعبي القادري (571هـ ـ 670هـ) ، وباستطاعة الكاتب أن يذهب بنفسه إلى دمشق ويرى هذا المقام وما دُوّن عليه ، ويرى أن حياً كاملاً في دمشق مسمىً باسم هذا الجد ( حي الشاغور ـ زقاق البرغل الزعبي)، كما أن مقام الشيخ عماد الدين علي الزعبي المولود عام 950 هجري موجودٌ في بلدة المسيفرة في محافظة درعا .

فكيف تسنـّى لك أن تقول : إنهم يدّعون نسبتهم إلى قيس ، وهل وقفت عليهم وشاهدت ما يقولون أم أنّ ذلك فقط إمعانٌ في إيهام القارئ بصحة ما ذهبت إليه .
على أنني أعتقد أن ظاهرة التفوق العددي الواضح كانت تشغل الكاتب كثيراً عندما كتب مقالته العصماء هذه ، فهو لم يستطع على الإطلاق أن يرجح حجة خمسة وعشرين ألفاً (على أكثر تقدير )موجودين في الخليج على ستمائة ألفٍ موزعين بين العراق وبلاد الشام على الأقل ، لأن وجود مثل هذا العدد الهائل سينسف ادعاءه انتسابهم إلى فارس وهم أحفاد الشيخ عبد القادر الجيلاني ، فكيف إذا كان القياس على أبنائه السبعة والعشرين ، وطبعاً أنا لا أتحدّث عنهم وأنا لست منهم أو متطفلاً عليهم.
وكاتبنا يتحدث عن علاقة الأشراف بلبنان بطريقة تجعلنا نشك أن لبنان هذه موجودة في أمريكا اللاتينية وليس على مرمى حجرٍ من الجزيرة ، أقول له : إن السبب الذي جعل ضريح خالد بن الوليد في حمص هو نفس السبب الذي يمكن أن يجعل الأشراف في لبنان على مسافة ثلاثين كيلو متراً من ضريحه.
ولي وقفةٌ عند قول الكاتب : " والحاصل أن تاريخ زعب ( والحقيقة زِغْب ) متواصلٌ منذ فجر الإسلام وهي أسرةٌ صغيرةٌ حتى هذا العصر"،
فكيف يكون تاريخها متواصلاً منذ فجر الإسلام وتبقى حتى الآن أسرة صغيرةً ، بل كيف يرجعها إلى زعب
( الحقيقة زغب ) بن مالك أحد فرسان الجاهلية الشهيرين ( مئة سنة قبل الإسلام كما يقول ) أي معاصر لكليب بن وائل تقريباً وتكون عائلة صغيرة ، فيما نجد أن عقب كليب بن وائل يتعدّى الملايين حالياً ، فما هو سبب المفارقة في عقب كلٍ من الرجلين ...، قبيلةٌ عريقة ولكنها بنفس الوقت صغيرة.

ولكن لا بأس فأنا أدعو آل الزعبي الموجودين في المملكة العربية السعودية خاصة وفي الخليج عموماً إلى ما دعاهم إليه نسابتهم الدكتور عمر السلمي ، وهو أن يذهبوا إلى الأستانة ( اسطنبول) لقراءة المخطوطات والوثائق النادرة الموجودة هناك ، وهي تؤكد لهم بما لا يدع مجالاً للشك نسبتهم الحقيقية إلى من؟ ونسبة آل الزغبي من بني سليم إلى من؟


الباب الرابع :


وقد استوقفني قول الكاتب : " وكان معنٌ رأس قيسٍ في الشام امتنع عن مبايعة مروان بن الحكم مع الضحاك بن قيس وغدرت بهم بنو أمية ، ومن معهم من قبائل قضاعة وتغلب في مرج راهط وقتل فيها معنٌ والضحاك وكثيرٌ من زعماء القيسية ، حتى صارت معركة مرج راهط شرارة فتنةٍ بين قيسٍ وقضاعة وتغلب".
فعبارة " غدرت بهم بنو أمية " هذه التي يقولها الكاتب بعد ألف وأربعمائة عام تقريباً على الحرب ماذا تعني الآن ؟ هل هي العصبية القبلية التي تتحدث ، وهل أقام الكاتب الحجة عليها عندما ذكرها ، إنها تدلّ دلالة واضحةً على حساسية من نوعٍ آخر تجاه حكام بني أمية القرشيين ، وفيها أيضاً نوعٌ من التركيز على قريش ، وكذلك الحديث فيما قبل ذلك عن أبي بكر الصديق عندما ظفر بالمرتد الفجاءة بن بحيرة وأحرقه على حد قول الكاتب ، هل هو التمثيل الذي أراد الكاتب أن يظهره.
فإذا كان لدى الكاتب حقدٌ معينٌ على الأمويين لأنهم حاربوا القيسيين في مرج راهط فهذا لا يخوله أبداً أن يرمي الناس في عروبتهم ، ويدعي لنفسه هذه العروبة في الوقت الذي يجعل فيه أغلب عائلات بلاد الشام والعراق تدعي الانتساب إلى آل البيت لمجرد الموضة كما يقول ، وذلك أن العلم في بلاد الشام والعراق علمٌ متصلٌ باستثناء كارثة مكتبة بغداد ، وهذان الإقليمان منهما خرجت الفتوحات الإسلامية ، ومنهما أيضاً الدولتان الأموية والعباسية اللتان حكمتا العالم فترة طويلة من الزمن ، وربما لا يعرف الكاتب ذلك فبذلك يكون معذوراً فيما ذهب إليه من خلال منهجه العلمي الدقيق الذي شاهدنا من خلاله اطلاعه الواسع على التاريخ والجغرافيا الذي جعله يقول : إن قبيلتي عنزة وشمـّر هاجرتا إلى العراق وبلاد الشام بعد الإسلام ، فكأنه يريد أن يقول: إن عمرو بن كلثوم التغلبي قال معلقته الشهيرة عندما كان مقيماً في المحيط المتجمد الشمالي .
وقد ذكر الكاتب لفظة الأساطير في مقالته مرتين ، ونحن نعلم أن زمن الأساطير هذا قد ولى منذ فجر الإسلام الأول وبعثة الرسول الكريم ، حيث جاء القرآن الكريم وفصل في أغلب هذه الأساطير ، ثم بعد الإسلام كتب المسلمون وصنفوا ووثقوا في علوم دينهم وفي سيرهم وأنسابهم وسائر العلوم الأخرى ، وصار هذا العلم محفوظاً في المؤلفات والمصنفات الكثيرة التي ألفوها ولم يعد هناك مجالٌ أبداً للحديث عن الأساطير.

دحض الأرب في التعدي على نسب آل الزعبي الجيلاني إلى أشراف العرب


الباب الثالث :

وآل الزعبي في بلاد الشام من طرابلس إلى حمص إلى سهل حوران إلى مرج ابن عامر كلهم يعرفون أنهم منسوبون إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عن طريق الشيخ عبد القادر الجيلاني قدّس سره، وقد توفي الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد سنة (561هـ) وله حفيدٌ مدفونٌ على باب دمشق القديمة الجنوبي (حي الصحابة) ومعروفٌ بلقب البرغلي الزعبي القادري (571هـ ـ 670هـ) ، وباستطاعة الكاتب أن يذهب بنفسه إلى دمشق ويرى هذا المقام وما دُوّن عليه ، ويرى أن حياً كاملاً في دمشق مسمىً باسم هذا الجد ( حي الشاغور ـ زقاق البرغل الزعبي)، كما أن مقام الشيخ عماد الدين علي الزعبي المولود عام 950 هجري موجودٌ في بلدة المسيفرة في محافظة درعا .

فكيف تسنـّى لك أن تقول : إنهم يدّعون نسبتهم إلى قيس ، وهل وقفت عليهم وشاهدت ما يقولون أم أنّ ذلك فقط إمعانٌ في إيهام القارئ بصحة ما ذهبت إليه .
على أنني أعتقد أن ظاهرة التفوق العددي الواضح كانت تشغل الكاتب كثيراً عندما كتب مقالته العصماء هذه ، فهو لم يستطع على الإطلاق أن يرجح حجة خمسة وعشرين ألفاً (على أكثر تقدير )موجودين في الخليج على ستمائة ألفٍ موزعين بين العراق وبلاد الشام على الأقل ، لأن وجود مثل هذا العدد الهائل سينسف ادعاءه انتسابهم إلى فارس وهم أحفاد الشيخ عبد القادر الجيلاني ، فكيف إذا كان القياس على أبنائه السبعة والعشرين ، وطبعاً أنا لا أتحدّث عنهم وأنا لست منهم أو متطفلاً عليهم.
وكاتبنا يتحدث عن علاقة الأشراف بلبنان بطريقة تجعلنا نشك أن لبنان هذه موجودة في أمريكا اللاتينية وليس على مرمى حجرٍ من الجزيرة ، أقول له : إن السبب الذي جعل ضريح خالد بن الوليد في حمص هو نفس السبب الذي يمكن أن يجعل الأشراف في لبنان على مسافة ثلاثين كيلو متراً من ضريحه.
ولي وقفةٌ عند قول الكاتب : " والحاصل أن تاريخ زعب ( والحقيقة زِغْب ) متواصلٌ منذ فجر الإسلام وهي أسرةٌ صغيرةٌ حتى هذا العصر"،
فكيف يكون تاريخها متواصلاً منذ فجر الإسلام وتبقى حتى الآن أسرة صغيرةً ، بل كيف يرجعها إلى زعب
( الحقيقة زغب ) بن مالك أحد فرسان الجاهلية الشهيرين ( مئة سنة قبل الإسلام كما يقول ) أي معاصر لكليب بن وائل تقريباً وتكون عائلة صغيرة ، فيما نجد أن عقب كليب بن وائل يتعدّى الملايين حالياً ، فما هو سبب المفارقة في عقب كلٍ من الرجلين ...، قبيلةٌ عريقة ولكنها بنفس الوقت صغيرة.

ولكن لا بأس فأنا أدعو آل الزعبي الموجودين في المملكة العربية السعودية خاصة وفي الخليج عموماً إلى ما دعاهم إليه نسابتهم الدكتور عمر السلمي ، وهو أن يذهبوا إلى الأستانة ( اسطنبول) لقراءة المخطوطات والوثائق النادرة الموجودة هناك ، وهي تؤكد لهم بما لا يدع مجالاً للشك نسبتهم الحقيقية إلى من؟ ونسبة آل الزغبي من بني سليم إلى من؟


الباب الرابع :


وقد استوقفني قول الكاتب : " وكان معنٌ رأس قيسٍ في الشام امتنع عن مبايعة مروان بن الحكم مع الضحاك بن قيس وغدرت بهم بنو أمية ، ومن معهم من قبائل قضاعة وتغلب في مرج راهط وقتل فيها معنٌ والضحاك وكثيرٌ من زعماء القيسية ، حتى صارت معركة مرج راهط شرارة فتنةٍ بين قيسٍ وقضاعة وتغلب".
فعبارة " غدرت بهم بنو أمية " هذه التي يقولها الكاتب بعد ألف وأربعمائة عام تقريباً على الحرب ماذا تعني الآن ؟ هل هي العصبية القبلية التي تتحدث ، وهل أقام الكاتب الحجة عليها عندما ذكرها ، إنها تدلّ دلالة واضحةً على حساسية من نوعٍ آخر تجاه حكام بني أمية القرشيين ، وفيها أيضاً نوعٌ من التركيز على قريش ، وكذلك الحديث فيما قبل ذلك عن أبي بكر الصديق عندما ظفر بالمرتد الفجاءة بن بحيرة وأحرقه على حد قول الكاتب ، هل هو التمثيل الذي أراد الكاتب أن يظهره.
فإذا كان لدى الكاتب حقدٌ معينٌ على الأمويين لأنهم حاربوا القيسيين في مرج راهط فهذا لا يخوله أبداً أن يرمي الناس في عروبتهم ، ويدعي لنفسه هذه العروبة في الوقت الذي يجعل فيه أغلب عائلات بلاد الشام والعراق تدعي الانتساب إلى آل البيت لمجرد الموضة كما يقول ، وذلك أن العلم في بلاد الشام والعراق علمٌ متصلٌ باستثناء كارثة مكتبة بغداد ، وهذان الإقليمان منهما خرجت الفتوحات الإسلامية ، ومنهما أيضاً الدولتان الأموية والعباسية اللتان حكمتا العالم فترة طويلة من الزمن ، وربما لا يعرف الكاتب ذلك فبذلك يكون معذوراً فيما ذهب إليه من خلال منهجه العلمي الدقيق الذي شاهدنا من خلاله اطلاعه الواسع على التاريخ والجغرافيا الذي جعله يقول : إن قبيلتي عنزة وشمـّر هاجرتا إلى العراق وبلاد الشام بعد الإسلام ، فكأنه يريد أن يقول: إن عمرو بن كلثوم التغلبي قال معلقته الشهيرة عندما كان مقيماً في المحيط المتجمد الشمالي .
وقد ذكر الكاتب لفظة الأساطير في مقالته مرتين ، ونحن نعلم أن زمن الأساطير هذا قد ولى منذ فجر الإسلام الأول وبعثة الرسول الكريم ، حيث جاء القرآن الكريم وفصل في أغلب هذه الأساطير ، ثم بعد الإسلام كتب المسلمون وصنفوا ووثقوا في علوم دينهم وفي سيرهم وأنسابهم وسائر العلوم الأخرى ، وصار هذا العلم محفوظاً في المؤلفات والمصنفات الكثيرة التي ألفوها ولم يعد هناك مجالٌ أبداً للحديث عن الأساطير.

المحور الثالث :

يقول النسابون والمؤرخون الثقات العظام : نعم ، لا صلة لقبيلة "زِغـْب" القيسية بالشيخ عبد القادر الجيلاني.
فحسب ما ورد في كتب الأنساب الصحيحة والموثقة وما ذكر في كتب الأنساب القديمة التي نصت على رواية هذه الأنساب بشكلٍ مفصل لا مجال للخلط بين القبيلتين .
فقبيلة زِغـْب القيسية بالغين المعجمة لا بالعين المهملة ( النسابون القدماء ينصّون عليها بهذه الطريقة ) هي بطنٌ شهيرٌ من بني سليم منذ أيام الجاهلية ، وهم بنو زِغـْب بالغين المعجمة بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
ومنهم يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرو بن زِغـْب بن مالك الزغبي السلمي وهو أبو معن بن يزيد السلمي ، روى هو وابنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كانت ديارهم بين الحرمين ، ثم انتقلوا إلى المغرب ، وسكنوا إفريقية ، جوار إخوانهم بني ذباب بن مالك ، وكانوا ينزلون بين قابس وبرقة ، ثم صاروا بجوار بني هيّب
فهذا النسب هو نسب بني زِغـْبِ بالغين المعجمة ومفردهم الزغبي حسب ما هو ثابتٌ في كتب الأنساب القديمة ، وهذه القبيلة لا تزال موجودة بهذه التسمية في مصر وليبيا وشمال إفريقية عموماً وبلاد الشام بصورة أقل ، وقد نصّ عددٌ كبيرٌ من العلماء والنسابين والمؤرخين على ذلك في كتبهم وتواريخهم وطبقاتهم ، ومن هؤلاء العلماء الذين نصوا على ( زِغـْب ) بالغين المعجمة على سبيل المثال لا الحصر::

طبقات ابن سعد (53#1634;-274#1636 ، طبقات خليفة (50،130) ، معجم الصحابة (232#1635 ، المؤتلف والمختلف (1155#1635، معرفة الصحابة (2782#1637 ، جمهرة أنساب العرب (261) ، التعريف في الأنساب (157#1635 ، أخبار الدول المنقطعة (124#1639;0)،المقتضب (168) ، مسالك الابصار(115) ، تاريخ ابن خلدون (72#1638 ، نهاية الأرب للقلقشندي (272)، البيان والإعراب (68) ، الإصابة (206#1633 ، تهذيب التهذيب (292#1640 ، سبائك الذهب (136) ، قلائد الذهب (34) ، بنو سليم ( 72) ، معجم أسماء الأسر والأشخاص (386) ، العرب والعروبة (362،353#1635 ، معجم قبائل العرب (474#1634 ، قبائل العرب في مصر (58)، تاريخ ليبيا (249،193،189،179) ، تذهيب الأوراق (145) ، معجم قبائل الحجاز (182#1634; طبعة 1979م - 195 طبعة 1983م) ، جامع أنساب قبائل العرب ( 80) ، نشوة الطرب (523،519/2)

وأما قبيلة زِعـْب - بكسر الزاي وسكون العين المهملة وفي آخرها الباء الموحدة ومفردهم : الزعبي - فهي قبيلة من قريش من عدنان من سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
وهم ينتسبون إلى جدهم الأعلى الشريف علي نور الدين الزعبي وهو أول من لقب بالزعبي ومنه اشتق الاسم ولا توجد قبيلةٌ تشتبه معها في الاسم لا قديماً ولا حديثاً ، وسلسلة علي نور الدين الزعبي هي : الشريف علي نور الدين الزعبي بن عبد العزيز ابن شيخ الإسلام وإمام الحنابلة الشيخ عبد القادر الجيلاني- الحسني أباً والحسيني أمّاً والحنبلي مذهباً - بن موسى بن عبد الله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داود الأمير أمير مكة ابن موسى الثاني بن عبد الله الثاني أبي الكرام ويقال له الشيخ الصالح الرضا بن موسى الجون بن عبد الله المحض ويقال له الكامل إمام المدينة المنورة بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وابن فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الذرية تعرف بـ (زعب، الزعبية،آل الزعبي، الزعوب،الزعبيين، الزعبيون ) وفقاً للهجات المحلية للأماكن التي يقطنونها.

ونسبهم هذا ثابتٌ ومحققٌ في نقابات الأشراف وفي مشجرات الأشراف سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ومدوّنٌ في المخطوطات والوثائق وفي عددٍ من المصادر والمراجع العلمية الموثقة ، وإنما لقب جدهم الأعلى بالزعبي لأنه كان ممتلئاً علماً ومعرفة وكان شيخاً عالماً تقياً ورعاً ديناً صالحاً ، والزعبي في اللغة من : زعب الماءُ إذا امتلأ وتدافع
وقبيلة زعب هم أكثر عقب الشيخ عبد القادرالجيلاني عدداً.
ومن المصادر والمراجع الخاصة عن قبيلة زعب على سبيل المثال لا الحصر
مشجرات الطالب في نسب آل أبي طالب ( مخطوطة ) ورقة 13 ، للسيد الشريف بهجة الدين محمد سليم مصطفى الهادي الكيلاني ، شجرة نسب القادرية والكيلانية عن النسخة المحفوظة والمنقولة عن النسخة الموجودة في استانبول عاصمة الدولة العثمانية ، جامع كرامات الأولياء (307،306#1633;- 204،200#1634 ، تاريخ علماء دمشق في القرن 14 هـ (822#1634 ، معجم أسماء الأسر والأشخاص ( 383) ، معجم قبائل العرب ( 273،472#1634 ، الدرر البهية في نسب المطلبية(22) ، القبائل العربية وسلائلها (217،216) ، جامع أنساب قبائل العرب (70،69) ، معجم بلدان فلسطين ( 841،763) ،من القائل (248#1636 ، نفحة البشام ( 74) ، جريدة القبس ، ( ع 5954 في 1988/12/8) ، مجلة الأشراف ( ع 12 ص 44) ، جريدة النسب ( ع 232 ص 9) ، الرسالة ( مجلة عربية 65،64) ، مجلة الأضواء ( 25 وما بعدها ) ، شجرة النسب المؤرخة في سنة 1000هـ ، بحوزة أبناء القبيلة ( بقرية جفين ) ، شجرة النسب الأصلية التي بحوزة الشيخ فارس الأحمد الفارس الزعبي ( قرية دير البخت / درعا ) ، شجرة النسب المؤرخة في سنة 1321هـ ، شجرة النسب المؤرخة سنة 1339هـ ، شجرة النسب المؤرخة في سنة 1372هـ ، شجرة النسب المؤرخة سنة 2000م ، موسوعة القبائل العربية ( 616#1634; طبعة 1421هـ 2001م) ، إمام الحنابلة وتاج الأولياء ( 154 وما بعدها ) ، من بعض أنساب العرب أعالي الفرات ( 164#1633 ، من بعض أنساب العرب أعالي الرافدين (3: 183-184) ، تاريخ شرقي الأردن وقبائله لفردريك بك ما بين ( ص 308،307 وكذلك صفحتي 321،320) ، وغيرها الكثير من المصادر والمراجع .

لذلك لا مجال أبداً للخلط بين القبيلتين ، فزغب بالغين المعجمة - ومفردهم الزغبي - منسوبةٌ إلى بني سليم القبيلة السلمية ، وهي قبيلة حجازية انتقل معظمها إلى شمال إفريقيا ، أما زعب بالعين المعجمة - ومفردهم الزعبي - فهي قبيلة من سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من قريش العدنانية .

وأما إن كان الكاتب عمر السلمي يريد فقط الهروب من معنىً محليٍّ للفظة ( زِغْب ) فعليه أن يحاول الهروب من هذه اللفظة دون الإساءة إلى أنساب الآخرين وتجريد العرب من عروبتهم بهذه الفظاظة والرعونة، ويستطيع الكاتب عمر السلمي وغيره أن ينسب نفسه لمن يشاء لكن لا يحق له حتى يثبت فرضيته المغلوطة أن يمس نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني الشريف فهو ليس ماكيافيلي و"الغاية لا تبرر الوسيلة".
والسؤال المطروح : ما السر الذي يقف وراء محاولة بعض الكتاب طمس أنساب قبيلة قريش ، ما السبب الذي يدفع كاتبنا إلى الجزم بانقطاع ذرية خالد بن الوليد القرشي ؟
ما السبب الذي يجعله ينص على أن نسبة الشيخ عبد القادر إلى الإمام الحسن موضوعة ؟وهل هناك محاولةٌ لطمس هذا النسب الشريف ؟
إن الله سبحانه وتعالى شاء أن يجعل النبوة في محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي ولم يشأ أن يجعلها في غيره ، هذه مشيئته جل وعلا وقد تعالى الله أن يجادله أحدٌ في هذه المشيئة ، وكذلك شاء سبحانه أن تكون دولتا الخلافة الأموية والعباسية لقريشٍ ، وأن يكون عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش ) منحدراً من الأمويين من قريش ، وليس لهم فضلٌ في ذلك بل الفضل لله الذي كرمهم بهذه المنجزات ، ومن أبطأ به نسبه أن يكون من آل البيت ربما رفعه علمه درجاتٍ تفوق منزلة آل البيت.

إنني أكاد أعتقد جازماً بعد التمحيص في المقال ، أن الكاتب يستغرب وجود نسل آل البيت الذي بارك الله فيه ، بل يكاد يجعله من أساطير الأولين التي سبق الحديث عن أن القرآن فصلها تفصيلاً كاملاً ولم تعد موجودة إلا في ذهن الناس قبل الإسلام ، فالمسلمون ألفوا ووثقوا وصنفوا في جميع العلوم ومنها القرآن والحديث والأنساب والتراجم والعلوم الأخرى الكثيرة ، وقد وضعوا لنا الأسس العلمية للبحث ليكون عملنا مكملاً لما بدؤوه مبنياً عليه لا طعناً في كتابتهم.

نعتقد أن المصادر والمراجع التاريخية التي أوردناها فيها القدر الكافي لتدمغ بطون الكتب وتكحل عيون المشككين وتقطع الشك باليقين، وبالتالي أقول لمن أحب التنظير في علم الأنساب أن يتبحّـر فيه قبل الخوض فيما لا يعيه ولا يعود عليه إلا بنقمة الناس الذين قصر علمه عن إنصافهم .

والله موفقنا جميعاً لما فيه خير البريّة جمعاء وهو الهادي إلى سواء السبيل وهو الأعلم بمن ضل عن سبيله.




السيد/ المحقق أبو محمد نضال صبحي علي الشيخ حسن الزعبي الجيلاني


تم بحمده
منقوول