لا بدّ من دعم هيئة النزاهة
غالب الدعمي
لا بد من دعم هيئة النزاهة كمؤسسة وطنية نص عليها الدستور العراقي بعيداً عن الإشخاص، على الرغم من وجود تحفظات على بعض مدراء الإدارة السابقة، لمخالفتهم القانون في عملهم واستغلالهم المنصب، ومخالفتهم التعليمات وضوابط الوظيفة العامة، لكن تولي الدكتور حسن الياسري خفف ذلك الوجع الذي خلفه من خلفه، ولم يرع به الله والقانون والمبادئ.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا العراقي من انخفاض اسعار النفط، وتأثيره المباشر على المواطنين، والهجمة البربرية التي يشنها الإرهاب، نجد أنه من الواجب أن نقف خلف هذه الهيئة وهي تحارب وتقارع الفساد، نعم أنها تحارب وتصارع الحيتان، وغالباً ما يذهب ضحيته من يترأس أو يتزعم جهود مكافحة الفساد كما حل برئيسها الأسبق العكيلي، وربما سيَحُل برئيسها الحالي، كما حَل بمن سبقه، وفيها من يتربص به، ومن ينقل بعض المعلومات المفبركة لبعض وسائل الإعلام، بسبب وقوفه، وتصديه الصريح، لعدد من رؤوس الفساد في الحكومة الحالية والسابقة.
وربما يختلف معنا البعض في هذه الرؤية، في ضرورة دعم هيئة النزاهة، ونقول لمن يختلف معنا: إن شرط النجاح هو أن تحصل على نصف زائد واحد، لكن الذي يحدث، أن البعض يطلب من هيئة النزاهة أن تحصل على أكثر حتى من مرتبة الشرف، لكي يقول عنها انها نجحت في عملها، ولربما يجد التبريرات التي تدعم الإنتقاص من جهودها حتى وإن حققت أعلى مراتب النجاح.
وأقول ايضا: إذا كنتم تريدون منها النجاح، عليكم أن تدعموا الهيئة سياسياً وتبعدوا وزراءكم الفاسدين، وأن تدعموا موظفيها، فبدلا من تخفيض رواتبهم إلى الربع، عليكم أن تحصنوهم من الفساد، وتعطوهم قطع الأراضي التي دفعوا ثمنها منذ 5 سنوات وإلى اليوم، لم تتحقق أمنياتهم.
إن الحملة الممنهجة التي تشن على هيئة النزاهة، ماهي إلّا عرقلة لعملها، وربما يسوق لها بعض الفاسدين، ممن بدأ يحوم حول مضاجعهم خطر الحساب القريب، فبدلاً من عرقلة جهودها، علينا أن ندعمها إعلاميا وسياسياً بكل قوة، ولعلكم سمعتم بمذكرات القبض التي صدرت بحق وزير التجارة، وآخرين، ولم تنفذ، فضلا عن ضغوط كبيرة بدأت تمارس على رئيسها تحديداً، لغرض ثنيه عن متابعة ملفات الفساد التي تخص بعض الحيتان.
إن المواطن شريك فاعل وكبير في مكافحة الفساد وهو يتحمل جزءاً من أي نجاح أو فشل يصيبها، فعدم ردع الفاسد، وتقديم الاحترام له وتشجيعه، وعدم مقاطعته، هو فساد بعينه، فلنبدأ اولاً بأنفسنا، ومن ثم نطالب هذه الهيئة المحاطة بحيتان الفساد من كل صوب أن تنجح، وإذا حصلت على درجة نجاح مقبولة، علينا مباركة جهودها قبل أن ننتقدها، لأجل أن نسهم في رفع مستوى أدائها في العام الذي يليه.