يقول الدكتور شريف أبو فرحة، مدرب التنمية البشرية، إن الثقة بالنفس هى شعور داخلى لدى الإنسان يقدر فيه قيمة نفسه، ويقارنها بمن حوله، وتظهر هذه الثقة فى كافة أفعاله بداية من طريقة مشيه وكلامه وحركته.

مضيفاً، أن الإنسان أحياناً لا يشعر بالثقة فى نفسه لسببين؛ أولهما هو وجود نموذج مثالى لشخصية الإنسان يريد أن يطابقه دائمًا فى كل تصرفاته، مشيراً إلى أن هذا النموذج قد ينتج بسبب الكثير من الأحداث التى حدثت مع الإنسان منذ الطفولة، فربما حدث له موقف فى الطفولة أزعجه كثيرًا، فيشعر بعدها بهزة الثقة فى النفس، والسبب أنه يفكر فى تصرف لم يتخذه وقتها، ويظن أنه كان التصرف المناسب ويتمنى أن لو كان استطاع أن يتخذه، ويفكر فى كل موقف مشابه يحدث له الآن بنفس الطريقة، حتى ينسى السبب الرئيسى، ويفكر فقط فى شعوره بالعجز عن التصرف فى كثير من المواقف.

وأشار "شريف" إلى أن تعليقات الآخرين تعتبر تابعاً للسبب السابق، فرغبة الإنسان الطبيعية فى الحصول على مديح الآخرين وثنائهم، تجعله يتوتر لدرجة يشعر فيها بعدم القدرة على التصرف المناسب، ويبدو كإنسان تائه وسط الأحداث والأشخاص.

وأوضح "فتحى"، أن السبب الثانى والأكثر انتشاراً هو وجود نموذج تخيلى لشخصية ما يقارن الإنسان نفسه بها، ويتمنى أن يكون مثلها، موضحاً أنه عندما يحدث موقف ما فإن عقل الإنسان يستدعى هذا النموذج، ويعقد المقارنة بين تصرفه وشعوره، والتصرف المتوقع والشعور المتوقع لهذه الشخصية، فمثلًا قد يضع الإنسان والده كنموذج للشخصية المثالية، وحين تقابله أحداث الحياة، يقول دون أن يدرى: ماذا لو كان والدى فى هذا الموقف؟ كان سيتصرف بصورة رائعة لا أستطيع أن أتصرف مثلها، فيشعر بالهزة تملأ كيانه كله، مما يجعله يحكم على نفسه بحكم صارم، فيقول: لا أمتلك الثقة بالنفس، ولا أشعر بها!

وقال "شريف"، إنه ينبغى على الإنسان لكى يرفع شعوره بثقته فى نفسه أن يعلم جيداً أنه لا يوجد فى الحياة ما يسمى الشخصية المثالية، فهذا وصف نسبى جدًا، فيجب أن يتذكر هذا دائمًا، ويجب أن يقول لنفسه "أنت مناسب لكل موقف تكون فيه، وقدراتك مناسبة لكل موقف تكون فيه".

كما ينبغى على الإنسان أن يعلم أن ما يمر به من أحداث لو تكرر الآن فبالتأكيد ستختلف ردود فعله، حيث أصبح الإنسان يمتلك حالياً خبرة وقادراً على التصرف، أما وقتها فلم يكن يمتلك الخبرة ولا القدرة على التصرف.

وأضاف مدرب التنمية البشرية، أنه يجب على الإنسان أن يعلم أن الآخرين لا يتابعون كل ما يفعله، لأنهم مشغولون بأنفسهم، وإن تابعوه حقًا، فيجب أن يعلم أن مقاييسهم للأمور هى مقاييس نسبية، فليس كل ما يراه الناس صحيحًا هو صحيح بالفعل، وليس كل ما يرونه خاطئًا هو خاطئ بالفعل.

وقال "شريف"، فى النهاية يجب على الإنسان أن يعلم أنه صاحب قراره، وأن وضعه ومشاعره من صنعه، فيجب أن يتخذ قراره وأن يكون قويًا فى مواجهة الحياة، حيث إن اختياراته هى الأفضل فى وقتها، لأنها نابعة منه ومن فهمه للموقف، وأخطائه هى أفضل أخطاء يمكن أن تكسبه الخبرة والعلم.

لمزيد من أخبار المنوعات..

تراجع عدد المكالمات والرسائل المراقبة أمنيا بألمانيا


10 خطوات تجعل اعتذارك مقبولاً

دراسة: القمامة البلاستيكية تهدد الحياة البرية فى نهر التايمز

أضف أكثر من إيميل على حساب الفيس بوك بكل سهولة


اقرأ أيضا..

ضبط 4 قنابل وأسلحة وذخيرة بمنزل صديق الإرهابى عادل حبارة بالشرقية

خطيب التحرير يدعو لتدريس ثورتى 25يناير و30يونيه بالمناهج التعليمية

بالفيديو والصور.. حريق هائل يتسبب فى انفجار 9 سيارات بجراج قرب مبنى المخابرات بكوبرى القبة.. والحماية المدنية تسيطر على الحادث فى ساعة ونصف وتطالب بتفعيل نظام الإطفاء التلقائى

بالصور.. اكتشاف مقبرة صانعى الخمر لآلهة الفراعنة بالأقصر

"تدهور تدريجى" فى وظائف أعضاء شارون الحيوية



أكثر...