(المستقلة)..لقد كانت فكرة ان لبنان مهدد بحرب اسرائيلية من الحجج الاساسية التي قالها “حزب الله” لجمهوره بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الحالية، باعتبار ان الحكومة الجامعة تشكل بطريقة او باخرى غطاءً للمقاومة في اي حرب متوقعة. ويبدو ان مخاوف “حزب الله” من شنّ اسرائيل حرب عليه كانت في محلها، هذا ما بدى واضحا من خلال استهداف اسرائيل لاحد مواقع الحزب في جرود النبي شيت في السلسلة الشرقية لجبال لبنان، في خطوة بدت تحرشا واضحاً. واشار مصدر في حزب الله الى ان “الموقع المستهدف ليس كما قيل قافلة تنقل اسلحة ثقيلة، بل هو مربض مدفعية تابع للحزب يضم نحو ثلاثين مدفعاً ثقيلا، يقصف الحزب بها مدينة يبرود تحديدا في جبال القلمون”. ويؤكد المصدر لموقع ليبانون ديبايت ان “هذا المربض كان فعالاً في المعركة التي تحضّر لمدينة يبرود، اذ ان المدافع كانت تقصف على مدار الساعة بطريقة مكثفة ليتم محاصرة المدن والقرى في القلمون بالنار”. ويضيف المصدر: “الغارتان اللتان قام بهما سلاح الجو الاسرائيلي، ادت الى مقتل عدد من عناصر الحزب يقال انهم خمس عناصر بينهم قائد المجموعة ابو جميل يونس، وهذا الامر سيؤدي حتما الى تخفيف القصف عن المدينة لفترة معينة”. ويشير المصدر الى ان “المنطقة التي استهدف فيها المربض في غاية الاستراتيجية في معركة جبال القلمون، وهذا يعني ان هناك رسالة ارادت اسرائيل ايصالها تقول ان سقوط يبرود هو خط احمر، الا ان ردة فعل الحزب ستكون حتما بتسريع اسقاط مدينة يبرود مهما كانت التكلفة”. ويعتقد المصدر ان “الحزب سيغيّر خطته في معركة القلمون في اطار الرد على اسرائيل، فبعد ان كانت الخطة تقضي بالسيطرة على جميع التلال والمرتفعات لمحاصرة القرى والمدن مما يؤدي الى استسلامها، اضافة الى السيطرة فقط على بلدة فليطة التي تقع بين يبرود وعرسال، معتبراً ان الخطة ستتحول الى اسقاط قرى ومدن القلمون عسكريا كما حدث في القصير”. وتحدث المصدر عن سبب مخاوف حزب الله من الحرب الاسرائيلية “فالمعركة المتوقعة في درعا بين الجيش السوري وحلفائه وبين المجموعات المسلحة التي تدربت في الاردن والتي من المتوقع ان تدخل الى درعا في حرب مصيرية تشارك فيها طائرات من دون طيار اميركية، وتشارك اسرائيل ايضا من خلال التشويش على اجهزة الاتصالات السورية”. ويرى المصدر ان “الدليل على هذه النظرية هي الحشود الاسرائيلية الكبيرة في منطقة الجولان والتي تأت تحضيرا للمعركة المصيرية في جنوب سوريا القريب من الحدود الاسرائيلية، اذ من الطبيعي ان تتوقع اسرائيل حصول ردود محدودة من قبل مجموعات تابعة لحزب الله منتشرة في منطقة الجولان المحتل”. ولا يستبعد المصدر ان “تتطور الامور الى معركة شاملة مع اسرائيل وخاصة اذا كانت معركة درعا في غاية الحماوة والحدة، الامر الذي قد يؤدي الى حرب كبيرة في جنوب لبنان، وفق اعتقاد الحزب”. ويضيف: “من هذا المنطلق اوعز حزب الله لجميع عناصر المنتشرين على الحدود الجنوبية البقاء بحالة من الاستنفار الكامل تخوفاً من اي تدخل اسرائيلي في الصراع السوري”.(النهاية) عن “ليبانون ديبايت”

أكثر...