قال الكاتب والإعلامى الأمريكى الشهير فريد زكريا، إن السبيل أمام الدول الغربية للرد على "العدوان" الروسى الأخير على أوكرانيا هو استغلال ما يمكن وصفه بنقاط ضعف لدى روسيا.

وأوضح زكريا - فى مقال له نشر على موقع شبكة "سى إن إن" الأمريكية - أن الاقتصاد الروسى يعانى من التمزق نتيجة الفساد من ناحية، واعتماده على كون روسيا بمثابة "محطة غاز طبيعى" لأوروبا وغيرها من ناحية أخرى.

وفى المقابل، حسب الكاتب، يجب أن يستخدم الغرب قوته التنافسية ضد "الضعف الروسى"، حيث تتمثل هذه القوة فى اقتصاد دول الغرب القوى، وما لها من مستقبل واعد فى مجال الطاقة.

وقال، إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تلمس نقطة ضعف أوكرانيا واستغلها، فقد قامت روسيا بإدخال قوة مدربة خفية فى شبه جزيرة القرم بشكل سريع فى مقابل القوة العسكرية الأوكرانية الضعيفة وحكومتها غير ذات التأثير.

ووضع زكريا ما وصفه بـ"خارطة طريق" للغرب لكبح جماح بوتين، والتى تتكون من أربعة نقاط، وهى:

1. العقوبات:
يشير الكاتب إلى أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما والاتحاد الأوروبى وكندا بدأوا بداية جيدة فى فرض عقوبات على مسئولين روس كبار، لكنهم يمكنهم فعل المزيد من خلال فرض عقوبات دولية على نفس طراز العقوبات التى فرضت على إيران.

ولفت إلى أنه برغم أن أوباما أجاز فرض عقوبات على الاستثمارات فى الطاقة الروسية والقطاعات الصناعية، وكذلك نشاطات بنك "روسيا" حول العالم، إلا أنه حينما يتم بالفعل توقيع هذه العقوبات، قد لا تغطى ممتلكات تخص قلة روسية خارج روسيا.

2. مساعدة أوكرانيا على انتخاب قيادة جديدة فى مايو القادم:
يشدد فريد زكريا على أن حكومة جديدة شفافة ومكونة من أهل الاختصاص وتتسم بالتعددية لابد ألا تدع مجالاً للشك فى أن الأوكرانيين المتحدثين بالروسية مرحب بهم فى أوكرانيا، وعلى هذه الحكومة أن تكون مؤهلة لاستقبال المساعدات الاقتصادية - التى تحتاجها البلاد حاجة ماسة - من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وصندوق النقد الدولى وغيرهم.

وقال إن الكونجرس الأمريكى ينبغى عليه وقف الجدل الحزبى وتمرير صفقة المساعدات لأوكرانيا التى تبلغ قيمتها مليار دولار.

3. إتمام المفاوضات بشأن التجارة العابرة للأطلنطى والشراكة التجارية:
يقول الكاتب إن الاتفاقية التجارية التى تم التفاوض عليها بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة لابد أن يتم تمريرها، وكذلك المصادقة عليها من جانب هيئة تنشيط التجارة.

وقال، إن أهمية ذلك تكمن فى تسهيل التجارة فى جميع القطاعات - بما فى ذلك الطاقة - من خلال توحيد القوانين، لافتاً إلى أنه كلما زادت الروابط الاقتصادية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، كلما قل نفوذ بوتين فى المنطقة.

4. دراسة إبرام صفقة طاقة:
أشار زكريا إلى أن الكاتب الأمريكى توماس فريدمان كانت له فكرة جيدة فى هذا الصدد، وهى أن يتفق كلا الحزبين الجمهورى والديمقراطى بشأن استخراج ونقل وتصدير الغاز بشكل آمن بيئيا علاوة على تطوير قطاع الطاقة المتجددة.

وقال، إن ذلك سيجعل أعين أوروبا تتجه إلى أمريكا الشمالية للحصول على ما تحتاجه من إمدادات فى الطاقة.

واختتم الكاتب مقاله بالقول إن بوتين لم يتعلم من قاعدة "الحظيرة الفخارية" التى أرساها كولن باول، والتى تنص على: إذا كسرتها فهى ملكك.. موضحاً أن بوتين يقوم الآن بإضافة اقتصاد القرم المنهار إلى الاقتصاد الروسى، ولابد للغرب أن يكون قوياً وذكياً، بما يعنى أن الغرب يجب أن يستخدم قوته التى لا مثيل لها فى وجه بوتين.



أكثر...